السبت، 8 مارس 2014

التربية.. وتعزيز قيم الانتماء والولاء الوطني

الولاء والانتماء من المفاهيم التي يتم ترديدها كثيرا في كافة المحافل السياسية والثقافية والتربوية، وأضحت أحد الضرورات الأساسية في عالمنا المعاصر نظراً لما تتضمنه الكلمتان من معانٍ ودلالات عظيمة تمثل أساساً للفطرة السليمة التي تنظر إليهما بقدسية واحترام .
 وحيث أن تلك المفاهيم يكتسبها الإنسان من تلقاء ذاته ولا تملى عليه إلا أن الضرورة تحتم غرسها وتعزيزها في نفس كل مواطن ليمارس حقوقه المشروعة متحلياً بأخلاقيات المواطنة والسلوكيات السليمة .
وتلعب المؤسسات التربوية دوراً محورياً إلى جانب القطاعات الحيوية الأخرى في ترسيخ معاني الانتماء والولاء الوطني لدى النشء والشباب والقائمة على تقوية الأواصر الأخوية ومواجهة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وتحرير الأجيال من العصبيات المذهبية والحزبية والطائفية والمناطقية والجهوية وتدعيم قيم التسامح والسلام والمحبة وصولا إلى خارطة حضارية واحدة للوطن الواحد الذي يظل أكبر من أي انتماءات وولاءات ضيقة .
 ويأتي حرص الحكومة على تكثيف الاهتمام بمراحل التعليم المختلفة وإيصال خدماته إلى كل المواطنين بالنظر إلى الدور الذي يلعبه في تنشئة الجيل وتشكيل سلوكياته التنشئة السليمة التي تسهم في بناء نهضة شاملة في مختلف المجالات.
وعليه أصبح من الضرورة بمكان تعزيز مفاهيم الانتماء والمواطنة في نفوس التلاميذ وتنشئتهم على القيم الدينية والأخلاقية والثوابت الوطنية ابتداء من النشيد الوطني وتحية العلم إلى جانب الوعي بالمسئولية الاجتماعية عبر سلوكيات تكتسب من خلال ممارسة الأنشطة الدراسية الصفية واللا صفية والممارسات اليومية داخل المدرسة وخارجها والتي تدار وفق رؤية تربوية تنطلق من احترام الهوية والحفاظ على الثوابت الوطنية والولاء الكامل للوطن, ونبذ العنف والتعصب إلى جانب تعليم النشء والشباب أساليب وطرق التعبير عن الرأي و احترام وتقبل الرأي الآخر والتمتع بكافة الحقوق السياسية والمدنية التي كفلها الدستور .
 ويعد برلمان الأطفال الذي يجرى انتخابه في مدارس التعليم العام وانتخابات المجالس المحلية للمدارس ومجالس الآباء والأمهات ورواد الفصول سلوكاً عمليا للممارسة الفعلية للسلوكيات السليمة وأساسا للتنشئة الديمقراطية التي تمارس على أرض الواقع كأحد حقوق المواطنة.
والتربية كما أسلفنا تقوم بتوظيف كافة مكونات العملية التعليمية والتربوية لغرس مفهوم الولاء الوطني والتصدي لمحاولات الاختراق الثقافي والنفسي ونبذ العنف والتعصب الذي قد يستهدف النيل من الوطن ووحدته وسيادته, مع اعتماد العقلانية في تحليل المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. 
 كما لا يجب إغفال الدور الذي تلعبه الأسرة في غرس السلوكيات السليمة في نفوس أفرادها وتنمية شعورهم بالفخر والاعتزاز لانتمائهم لهذه الأسرة, وتوسيع دائرة الانتماء لتشمل كل جزء من الوطن. وكذلك الإعلام الذي يعد وسيلة رئيسية وفاعلة يجب أن تسهم في غرس المفاهيم السليمة عن طريق البرامج الهادفة التي تصب في خانة الولاء والانتماء للوطن الذي يدرك حاجته إلى هذا الجيل الذي يعي حقوقه ومتطلباته وتطلعاته في الاستقرار والوحدة والتنمية والنهوض الحضاري الشامل .
وأخيرا يمكن القول أن التربية الوطنية مسئولية تضامنية بين كافة فئات وشرائح المجتمع من الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام المختلفة, فهي جزء من مهمة ورسالة عظيمة لا تكتمل عناصرها إلا بتعاون وتضافر الجهود في مختلف القطاعات بهدف تعزيز وتنمية ارتباط المواطن ومشاركته الإيجابية في تنمية المجتمع وبناء الوطن الذي لا يقبل بوجود التخلف النفسي أو الذهني في نفوس أبنائه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق